بالأرقام.. المغرب يتصدرالمشهد السينمائي العربي بجدارة, ففي هذا البلد الذي شكل فيه السينما 13 % من الدخل القومي تقام أكبر وأضخم المهرجانات العالمية الأكثر جماهيرية، حيث ينظم كل عام52 تظاهرة سينمائية, أما علي مستوي ما تم اسثمارة اجنبيا في مجال الفنون فبلغ أكثر من300 مليون درهم في2012, وتم تصوير25 فيلما أجنبيا طويلا و8 أفلام قصيرة و100 فيلم وثائقي, فضلا عن مشاركة الأفلام المغربية في145 تظاهرة عالمية وحصلت علي65 جائزة, وهذا العام كان يخشي المراقبون من التراجع بعد أن تصدر المشهد أحزاب تنتقص من الفنون ولكن الأيام والوقائع أكدت أن هناك ضمانه حقيقية بأن يكون للمغرب الصدارة العربية سينمائيا بفضل الاهتمام الرسمي من الملك محمد السادس الذي يدعم الفنون عموما والسينما علي وجه الخصوص, وهو عكس دول أخري لا تنال الفنون أي مساحه في عقل وقلب قادتها.
احتفلت المغرب الأيام الماضية بعرسها السنوي وهو مهرجان الفيلم الوطني والذي يقام فيطنجة, وشارك فيه20 فيلما طويلا و14 قصيرا ومن تابع المهرجان تأكد له أنه ليس مهرجان محلي وإنما هو مهرجان دولي في ثوب محلي, ففي مصر عندما كان لدينا مهرجان كان يغيب عنه الجميع ما عدا قيادات وزارة الثقافة التي تنظم المهرجان, وكنا دائما ننتقد غياب نجومنا ومخرجينا وحتي الإعلام, أما في المغرب فحضر الجميع مخرجين وفنانين وعرب وأجانب وموزعين وإعلاميين, وغاب فقط وزير الإعلام مصطفي الخلفي, وهو أمر اثار كثير من التساؤلات والجدل علي مدي اسبوع- زمن عرض الأفلام- وتحدث صناعها حول إبداعهم وأحلامهم وهمومهم وسعي كل منهم للحصول علي جائزة, ولكن تظل الكلمة للجان التحكيم. التي انحازت لصوت العقل الرافض لرؤية بعض القيادات السياسيةالجديدة الذين طالبوا بمنع فيلم تنغير..القدس وتم منح المخرج كمال هشكار جائزة أفضل فيلم عمل أول, والفيلم يتناول أحوال اليهود المغاربة بعد هجرتهم إلي اسرائيل وحملت كلمات بعض اليهود الكثير من الحنين لوطنهم الاصلي ورغبتهم في أن تنتهي الصراعات ويعيش إخوانهم المسلمين في آمان وسلام لأن الجميع إلي فناء وستبقي الأرض.
وبعد مامضي لماذا تتصدر المغربالمشهد السينمائي العربي ؟ والإجابة علي لسان أحد المسئولين: لأنها دولة تعمل علي تأريخ وأرشفو كل كبيرة وصغيرة في كتاب سنوي بعنوان الحصيلة السينمائية وهو ما يجرنا إلي سؤال كبير نوجهه للمسؤولين هنا في مصر,ومؤداه: كم فيلما أنجزنا وكم فيلما أجنبي طلب التصوير في بلدنا وكم فيلما شارك في مهرجان ثم ما هي حصيلة الأفلام في عام منصرم ؟ البعض يري أنه ليس وقته الآن الحديث عن حال السينما المصرية, خاصة أن البلد في محنه والوطن يضيع وينهار, ولأن الإبداع لايولد في مناخ كهذا, ورأي آخر يري أننا نعيش حالة عشوائية بامتياز علي كل المستويات, فمنذ متي وأصدرت أي جهة رسمية في مصر كتابا توثيقيا عن أي شيئ سواء في السينما أو الإنتاج الأغاني والدرامي, ومن هنا فنحن للاسف بلد يتراجع بشده وغيرنا يسير بنفس تراجعنا للأمام.